ستة أيام في ارض الجنتين - اليمن السعيد

ستة أيام في ارض الجنتين - اليمن السعيد
(صنعاء - دار الحجر - شبام - الظهار- الخلتبي- الاهجر وما بينهما )



ألا أيها الركــــــب اليمانون عرِّجوا
علينا فقــــــد أضحى هوانا يمانيّا
نُسائلكم هل سال نعمان بعدنا
وأحبب إلينا بطــــــن نعمان واديا

كفى اهل اليمن فخرا :قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أهل اليمن ألين قلوبا وأرق أفئدة "وقوله صلى الله عليه وسلم :
"الإيمان يماني والحكمة يمانية"

في طريق عودتي من افريقيا الى ارض المملكة الحبيبة أحببت أن أعرج على بعض الاماكن في اليمن على تخوف من الاحداث الجارية من
مظاهرات تعج بها البلاد في كل ناحية من اليمن بين مؤيدة للنظام أو ثائرة عليه

اتصلت بصديقي اليمني (مقداد) وسألته عن الوضع في اليمن فقال (تشتي تجي) قلت له نعم قال (الوضع آمن جدا تعال وماتخاف)
اكدت حجزي الى صنعاء يوم الاثنين لاقضي اسبوعا كاملا في أقدم عاصمة عرفهاالتاريخ

في اليوم الاول والثاني تجولت في اسواقها واحيائها وحدائقها وفي اليوم الثالث خرجت الى وادي ظهر 40 كيلو متر شمال صنعاء لزيارة دار الحجر
أحدى عجائب اليمن السعيد
واما في اليوم الرابع والخامس فقد خرجت الى الاهجر 80 كيلو متر مرورا بعدد من القرى والهجر مثل
( شبام -كوكبان - متنة-باب الاهجر-عين المحجر -الظهار- شلالات الخلتبي)
ولجمال المنطقة وروعتها فقد بت ليلة واحدة في فندق هنيدة في شبام ثم انطلقت في الصباح لزيارة بعض العيون والشلالات ومزارع البن اليمني
التي يقول فيها الشاعر :

كيفن لنا نحرقه بالنار ونزله = والى انقطع من ورى صنعاء عنيناله


في اليوم التالي عدت الى صنعاء وكان الوضع هادئ فتجولت في ميدان التحرير نفسه وقمت بالتقاط بعض الصور ثم نصحني أحد اليمنيين بعدم التصوير
قضيت اليوم السادس والسابع في صنعاء اتجول في حدائقها وشوارعها واسواقها ثم غادرتها وفي نفسي منها اشياء لا تنقضي في يوم الاحد عصرا
الى مطار الحريري في بيروت ومنها الى عمان ثم الى طبرجل .



قبل ان اتترككم مع الصور اود ان اعطيكم نبذة مختصرة عن قصر دار الحجر:

بني هذا القصر على أنقاض قصر سبئي قديم و يقع قصر دار الحجر في وادي ظهر 40 كيلومتر شمال العاصمة اليمنية صنعاء ويتميز هذا الوادي بخضرته الدائمة طول العام وقد نسب القصر إلى الصخرة التي بني عليها وهي صخرة نادرة التكوين تتوسط احد أجمل الوديان وأشهرها

يعود تاريخ بناء القصر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي حين أمر ملك اليمن حينها الإمام المنصور على بن العباس وزيره الأديب والشاعر والمصمم المتميز في عصره علي بن صالح العماري ببناء قصر في وادي ظهر ليكون قصرا صيفيا له ويروي المؤرخون أنه بني على أنقاض قصر سبئي قديم كان يعرف بـحصن ذو سيدان إلا أنه يكتمل بالصورة التي هو عليها اليوم إلا على يد الإمام يحي ابن حميد الدين بعد أن توارثه عدد من الملوك اليمنيين عبر القرون

و القصر قطعة فنية معمارية فريدة تتجلى عبقرية التصميم في واجهاته المختلفة التي لا تتشابه فينبهر الناظر إلى القصر من جهاته المختلفة مما اعطى القصر من الخارج عدة مناظر كما تعطي كل نافذة من الداخل منظراً مغايرا للوادي

ويتدرج القصر بأدواره السبعة بتناغم وتناسق عجيب مع التكوين الطبيعي للصخرة المقام عليها القصر الذي يطلق عليه اليمنيون ( قصر العجائب) حيث تبدأ أعاجيب القصر من بوابته الخارجية حيث تستقبلك شجرة معمرة يقدر عمرها بـ 700 عام تنتصب على يمين بوابة القصر الرئيسية مرحبة بالزائرين وبعد أن يتجاوز الزائر هذه البوابة تستقبله باحة واسعة بها عدة ملحقات تابعة للقصر أبرزها جناح استقبال خارجي يدعى (الشذروان) وهي عبارة عن مبنى منفصل قبالة القصر من الجهة الغربية يتكون من مجلس صيفي للمقيل له ساحة خاصة بها نافورة جميلة وساحة مسيجة بنوافذ خشبية واسعة تطل على جنتين على يمين الوادي وشماله .



دخلنا القصر عبر بوابته الرئيسة وبابه الخشبي السميك الذي له عدة مغاليق منها ما هو ظاهر ومنها ما هو سري وعلى عتبة هذا الباب يستقبل القصر زواره بجدرانه الملونة ودرجاته الحجرية ويتجلى التناغم الشديد بين ما هو مبني وبين ما هو منحوت في الصخرة يفضي الدرج إلى جناح الاستقبال في الطابق الأول الذي لم يصل إليه إلا علية القوم ويتكون من صالة رحبة وبعض الغرف الملحقة

ثم يصل الزائر إلى الطابق الثاني وتوجد فيه ردهة يخرج منها إلى خارج البناء الأساسي للقصر ليمر في رواق مكشوف منحوت في الصخرة وملتو عليها ويكشف بعض الأعاجيب وهي عبارة عن قبور صخرية منحوتة تعود إلى ما قبل التاريخ وينتهي الممر بغرف قديمة النحت أيضا لها نوافذ مطلة على الوادي استخدمت للحراسة والقنص لصعوبة تحديد مكانها من خارج الصخرة

وفي منتصف الممر توجد أعجوبة الأعاجيب في القصر وهي بئر بفتحتين تشقان قلب الصخرة وتنتهي إحدى الفتحتين بالتقائها بالفتحة الأخرى لتواصل خمسين مترا تقريبا أما الفتحة الأساسية فتواصل طريقها إلى الأسفل بعد اعوجاج مسارها وهنا تساؤل :
لماذا انتهى التجويف المبني في الطابق السادس عند عتبة جناح الإمام تحديدا بعد أن اخترق الطوابق الثالث والرابع والخامس دون أي فتحات جانبية

وما هو سر هذه الفتحة هل هي بئر أم ممر إلى الخارج أم مصيدة؟


ونجد في الطابق الثالث جناحا مخصصا لوالدة الإمام ويتكون من عدة غرف كما توجد به خزانة محكمة وينقسم الطابق الرابع إلى قسم خصص كجناح لولي العهد به غرفة مربعة لها نافذة بديعة وفي نفس الغرفة خزنة كبيرة مرتفعة الفتحة يمكن الوصول إليها من خلال سلم مخفي

وفي الطريق إلى الطابق الخامس ينقسم الطريق إلى قسمين قسم خاص يؤدي مباشرة إلى الطابق السادس
حيث الجناح الخاص بالإمام ودون أن يمر بالطابق الخامس المخصص مع جزء من السادس لأجنحة الحريم وهذا يتكون من عدة غرف للنوم وملحقاتها مع مجلس واسع يسمى(ديوان) نوافذه عبارة عن مشربيات لا تسمح بالرؤية من الخارج للداخل

ونرتقي الدرج الخاص بالإمام والمؤدي إلى جناحه وعند العتبة نجد طرف فتحة البئر وقد غطيت بقطعة من الزجاج السميك جدا وتوضح الإضاءة الموضوعة في الفتحة منظرا رهيبا لعمق لانهائي لتلك البئر العجيبة

جناح الإمام يتكون من غرفة ركنية مريحة جدا ومطلة على جهتي الشرق والشمال لتوفر جوا باردا خلال فصل الصيف وفي الجوار توجد غرفة صغيرة جدا لها ثلاث نوافذ صغيرة وتسمى هذه الغرفة (الكمة) حيث
كان الإمام يختلي فيها بنفسه للتفكير والكتابة كما كان يحتفظ فيها باوراقه المهمة

أما الطابق السابع فيتكون من مجلس واسع وملحقات ومطبخ علوي وشرفة مكشوفة واسعة ومسيجة بإشكال بيضاوية كنوافذ منها ما يسمح بالرؤية بحرية ومنها ما هو مخصص لإطلالة النساء كما يوجد في زاوية الشرفة مكان مخصص للحمام الزاجل الذي كان يستخدم في المراسلات

ويسيطر على بناء القصر الهاجس الأمني حيث أن له جانبين أمنيين الأول يبدأ من الجبال المحيطة به حيث توجد سبعة أماكن إستراتيجية للحراسة بنيت بأشكال مخروطية وتتوزع على الجبال المحيطة بالقصر والاحتياطات


والان مع الصور: نبدأ بأعجوبة وادي ظهر (قصر دار الحجر)

صور من الطريق الى وادي ظهر




ينتهي الاسفلت وتبدأ طريق صحراوية متعرجة بين ثنيات الوادي تنتهي في قرية في وادي ظهر








ثم بدت لنا دار الحجر من بعيد






وهذه الواجهة الخلفية للقصر


وهذه بوابة القصر الرئيسة


مناظر من داخل القصر














وهذه صورة للارضية داخل القصر


وهذا منظر للوادي من الدور السادس



وهنا البوابة الشمالية للقصر




يتبع :
ارجو عدم الرد حتى اكتمال الموضوع
بعض الكهوف داخل الصخرة التي بني عليها القصر






منظر اخر للوادي من جهة مغايرة


وهذه صور من الدور السابع والاخير


وهذه صورتي مع صديقي اليمني في ساحة الدور السابع:



وهذه صور من الدور السابع للمباني المجاورة الملحقة بالقصر








نعود الى صنعاء وصور من ميدان التحرير










وهنا صور مختلفة من شوارع واحياء صنعاء














وهنا في ضيافة احد الاصدقاء في صنعاء



غادرت صنعاء العاصمة الى الاهجر 80 كيلو متر غرب صنعاء وهذه صور من الطريق من شبام وكوكبان وعين المحجر



























وهذه صور من سوق الخميس في شبام













ثم انطلقنا بعد ذلك الى عين المحجر في الاهجر وشلالات الخلتبي في طريق جبلية وعرة











وصلنا الاهجر وهذه بعض الصور من الطريق الرملية خلال جبال وعرة ومسالك ضيقة احيانا صعودا نحو منبع العين

















ثم وصلنا الى بعض مزارع البن (القهوة)















صعدنا بعدها الى حصن كوكبان حيث انتهت بطارية الكاميرا ولم يعد بامكاني التقاط اي صورة سوى هذه الصور التالية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق