‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعرفصيح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعرفصيح. إظهار كافة الرسائل

فراشة الحقل


 
فـراشةَ الحقل ، هذاالحقل فانطلقي
         وهــذه الـنـارُ، إن أحـببتِ فـاحـترقي
أنــا خـطيئتك الـكبرى..! هـل اقـترفتْ
         عـيناك أقـبحَ مـن  جُـبني و من قلقي؟
دعــي الـحـروفَ الـتـي لـلحبِّ أكـتبُها
         مــاذا تـريـدين مــن حـبرٍ عـلى وَرَقِ؟!
الأربــعـون الــتـي خـلَّـفْـتُها احـتـرقت
         فـكـيف أُهـديـكِ عـمـراً غـيـر مـحـترقِ
وكـيـف لــي بـعـد هـذا أن تـمدَّ يـدي
         حبلَ النجاةِ ، وحبلُ الموت في عنقي

إلى جنة الخلد يا عبد الله

يـا خـادمَ الْـحَرَمَيْنِ أَجْـرُ مُـجَاهِدٍ
      الـدِّيـنُ بَـاعِـثُ حَـرْبِـهِ وَسَـلاَمِـهِ

لـلـه شَـعْـبٌ بَــاتَ بَـعْـدَكَ بـاكِـيًا
       لِـمَـلِـيـكِـهِ وَحَــبـيـبِـهِ وَإمَــامِــهِ

شَعْبٌ رأى فِي ظِلِّ عَهْدِكَ أَمْنَهُ
      وَ رَأَى سِـواهُ الْـوَيْلَ مِـنْ حُكَّامِهِ

بـالأمسِ كُـنْتَ الْـفَرْدَ مِـنْ آمـالِهِ
       وَالْـيَـوْمَ اُنْــتُ الْـفَـرْدَ مَـنْ آلاَمِـهِ

يَـبْكِي عَـلَيْكَ الْمَشْرِقَانِ كِلَاهُمَا
        يَـبْـكِـيكَ بيتٌ كُنْتَ مِــنْ خُـدَّامِـهِ

ومـشردٌ فِـي الْأرْضِ كُنْتَ رَجاءَهُ
      وَالـطَّـالِعَ الْـمَـحْمُودَ مِــنْ أيَّـامِـهِ

يـانـاقلي نَـعْشَ الْـكَرِيمِ نـقلتموا
        نَـعْـشَ الـنَّدَى فَـتَرَفَّقوا بِـعِظَامِهِ

أَيُّ الْــبِــلادِ مـشـارقـاً ومـغـاربـاً
      إلا اِرْتَــوَتْ مَــنْ غَـيْـثِهِ وَغَـمَامِهِ

كَـمْ أَخْـطَأَ الْمَوْتُ الْمُجَاهِدَ غَازِيًا
        فَــأَتَـاهُ بَــيْـنَ شَـرَابِـهِ و طـعـامِهِ

وَمُـنَـعَّـمٍ وَالْــمَـوْتُ آخِـــرُ هَـمِّـهِ
       لَاقَـــاهُ بَــيْـنَ قُــصُـورِهِ وَخِـيَـامِهِ

يـا ربِّ فَـاِجْعَلْ جَـنَّةَ الـمأوى لَـهُ
      مَــأْوَىً و زِدْ يــاربِّ فِــي إكْـرَامِهِ

هـو هـكذا الـشرقيُّ أعـرفُهُ

هـكذا الـشرقيُّ أعـرفُهُ:

أحـبـبتُهُ ورأيــتُ فـيـه غـدي
        فـهو الـذي بـالحب أوهمني


رجــلٌ تـعـلم مــن سـجـائرِهِ
         بلهيبِ صمتي كيف يُحرقُني

لِــمَ جــاء يـخبرني بـخطبتِهِ 
        تـبـاً لــه لِــمَ جــاء يـخـبرني

كــم قـال لـي أنـي حـبيبتُهُ
        بـل كـان يـقسم أنـه وطني

ربَّـــاهُ لـــم أفــطِـنْ لـلـعـبتِهِ 
        كـيف اسـتباح بـخبثِهِ مُدُني

عـيـناي كــم كـذبتُ نـظرتها 
        وكــم اتـهـمتُ لأجـله أذنـي

مـاكـان أضـعـفني بـقـبضته 
        مــاكـان أتـفـهَـهُ و أتـفـهني

رجــــلٌ يـخـبِّـئُـني لــنـزوتِـهِ
        ولــغـيـر هــــذا لا يـخـبـئني

رجــــلٌ يـعـلـقـني لـهـاتـفِهِ
        سـمـاعةً فــي لـيله الـعَفِنِ

هـو هـكذا الـشرقيُّ أعـرفُهُ
        مـتناقضٌ فـي الـسر والـعلنِ

لـلـحـب أنــثـى لا تـشـرفـه
        يـلهو بـها حـمقاءُ تُـشبِهُني

ولـبـيـتِـهِ أخــــرى مـطـهـرةٌ 
        عـذريـةُ الأخــلاقِ والـسَّـنَنِ

أنا لست لك..!



ما أجهلك..!
يا أيها الرجلُ الذي لا عقل لَكْ
هذا الذي في إصبعي
لو كنتَ تعقلُ كانَ لَكْ..!
لو كنتَ تجرؤ
ما تركتَ لهم حِماكَ المُنتَهَكْ

أنا لستُ نادمةً عليك
ولا رحلتُ لأقتُلَكْ

فأنا التي أقسمتُ لَكْ
أقسمتُ أن لا  أخذُلَكْ
وأنا التي كانت تحبكَ حرةَ الكفين
تحلم بالرضى
فخذلتها ،
ما أضيعك..!

قف لحظةً كي أسألك
من كان أولى أن تخاف ضياعَهُ
ماضيكَ أم مستقبلَكْ..؟!!

لا تقتربْ ياسيدي


لا تقتربْ
أنا لستُ لَكْ..!

رحيل

ها أنذا أرحلُ عن بيتٍ تتراءى فيه كل حين سيدة النساء..!
رحمك الله يا أم يزيد


لــــــن تمكُثي ههنا بل ترحلين معي
            إذا بَقِيتِ ،فمـــــــــــن للخائفِ الفَزِعِ؟!


منال يـــــــا زهرة العمر التي سُلبت
            مني ويا وجـــــــــعَ الدنيا ويا وجعي

غـــداً سأرحلُ يـــــــا خوفي لقاء غدٍ
            إذا تناثرتُ ألَّا تجمـــــــــــعي قِطَعِي

هــــاتي يديكِ لنمضي ،إنـَّــــهُ قَدَري
            هــــاتي يديك لنمضي ، ينطفي هَلَعي

فما يطيبُ مــــــــــــــكانٌ لا أراكِ به
            حتى يطيبَ زمــــــانٌ لستِ فيه معي

قالوا:جزعتَ ولـــم تصبر، وماعلموا 
            أنِّي تعلمتُ فِقْهَ الصبر مــــن جزعي

ومــــــــــــا عليَّ إذا ماكنتِ مؤنستي
             أن يسخروا من ضلالاتي ومن بِدَعي

كــــــــــم اخترعــــتُ دياناتٍ تُبلِّغني
             نجوى هواكِ ولكن خـــاب مُختَرَعي

ومـــــــــاعليهم إذا غاليتُ فيكِ هوىً
             و كـــــان قبرُكِ مُصطافي ومرتَبَعي

فكــــــــــــم خلعتُ نِعالي دون سُدَّتِهِ
             كأنَّنِي فيــــــــه موسى للوصالِ دُعِي

فما اقتبست سوى النار التي احترقتْ
             بها عِجَـــافُ الأماني دون مُصْطَرَعي

لــولا بناتُك يــــــا قلبي و يــــــا كَبدي 
            ماكان لي في رغيب العيش من طَمَعِ

قل للقريحةِ فــــــــــي الرداءالأخضرِ






قُلُّ لِلْقَرِيحَةِ فِـــي الرداءالأخضرِ
             هُوَ عُرْسُ مملكـــتي فَلَا تَتَأَخَّرِي

هَــــذَا أوَانُ الرقْصِ غَيْرَ ذَمِيمَةٍ
              فِي مِنْبَرِي أَكْرِمْ بِــــــهِ مِنْ مِنْبَرِ
 

جِيئِي مقيدةً بِقَافِـــــــــيَةِ الْهَوَى
             و تَحَرَّرِي إِنَّ شِئْتِ أَنْ تَتَحَرَّرِي

 وَتَغَطْرَسِي مِــلْءَ الْفُتُونِ سَخِيَّةً
               فَأَنَا المَعَـــرِّي ههُنَا وَالْبُحْتُرِي

وَاِسْتَنْطِقِي التاريخَ عَـــنِ أمجادِنا
         وَاِسْتَحْضِرِي الذِّكْرَى وَراءَ الأعصُرِ
 

وَطَنٌ- بِحِفْظِ اللهِ- لَـــمْ تَعْبَثْ بِهِ
             فِتَنُ الشعوبِ وَلَا يَـــدُ الْمُسْتَعْمِرِ

أرْضي وأَرْضُ أَبِي وجَدْي بَعَّدَهُ
             وَغَـــــرَامُ كُــــــــلِّ مُهَلِّلٍ وَمُكَبِّرِ

بِالْأَمْــــــنِ بِالْإيمَانِ أَشُرْقَ عَهْدُهُ

             حَتَّى طَـــوى عَهْدَ الشَّتَاتِ الْمُدْبِرِ

 سَنَظَلُّ نَبْنِي مَجْـــــدَهُ و طَرِيقُنَا
             أَمَلٌ بطوليٌّ وَفِكْــــــــــرٌ عَبْقَرِيٌّ

هَذا الربيعُ اليَعْرُبِيُّ وهـــــــا أنا
              أَزَهْوٌ بِأَعْرَاسِ الربيــعِ الْأَخْضَرِ


وَالطَّائِفِيَّةُ - وَهِي آفَـةُ مَا  نرى
              مِـنْ حَوْلِنَا - أُمُّ الصِّراعِ الْأَحمرِ

أَنَــــــــا مُسْلِمٌ وَكَفَى فَلَا تَتَدَخَّلُوا
             بَيْنِي وَبَيْنَ الأرْضِ حِينَ تَجَذُّري

ماذا أحدث عنك المجد يا وطني !


الوطن الحقيقي ..



هو الذي يسكننا هو ! لا الذي نسكنه نحن.




ماذا أُحدِّثُ عنــــــــــــكَ الوجدَ ياوطني
وما أبُثُّ الهوى فـــــي عُرسِك الوطني
أمَّا هواك فلم نعْدِلْ بِــــــــــــــــــهِ أحداً
ياموطناً سَيَظَلُّ - الدهــــــــرَ - يَسْكُنُني
مسافراً فـــــــــــــي شراييني وأَوْردتي
من هيبةِ المهْدِ حتـــــــــى رَهْبَةِ الكَفَنِ
خبيـئـةُ الـقَـدَرِ الميـمـونِ مـــا عَـبَــرَتْ
مــن قـبــل ذاك عـلــى عـيــنٍ ولا أذنِ
كــــم ادَّخــرْتُـــكَ نــهـــراً لا يــكـــدرُهُ
صمْـتُ النجـوم ِوعمـراً غيـر مُرتَـهَـنِ
وجــداً رسـمـتُـك مـثــلَ الـغـيـمِ مـتـقـداً
علـى الثـغـور نــديَّ الـلـونِ كالغُـصُـنِ
حـبـاً شربـتـك مـثـل الـنـخـل منصـلـتـاً
مكابـراً كارتـعـاش الفـجـر فــي بـدنـي
غنـيـتُ نـخـلَـكَ حـتــى ســـال مؤتـلـقـاً
عِـذْقُ الوفـاءِ وذاب الشعـر فـي أذنــي
تـفـنـى الـمـواســمُ إلا رَجْــــعُ سـنـبـلـةٍ
غسلتـهـا بـدمـوع الصـبـر يــا وطـنـي
نثرتُـهـا فــي رمــال الشاطئـيـنِ مــدى
معـربـداً فــي ترانيـمـي وفــي شجـنـي
بـقـيـةٌ مـــن تـراتـيـل الـمـسـاءِ ومــــن
همس الخليـجِ وبـوح السهـل والحَـزَنِ

ماتشتهي الريح





لا لست أبكيك ، بـل أبكي على زمني
        فلست أول مـــــــــــــــــن أرجو فيخذلني
هــــــذا الطريق الذي تمضي به قدمي
        ماتشتهي الريــــــــــــح لا ماتشتهي سفني
رحلت بالامس عن وادي النخيل الى
        عينيك أنشد فـــــــــــــــي صحرائها مدني
و كنــــــــت احسبــــــني أوي الى جبل
        عاصي الحمى حين تعوي الريح يعصمني
أبحرت و الموج عرسٌ و الضحى أَلَقٌ
        ونبض حرفـــــــــــــك يطويني وينشرني
والاربعون ورائي كيــــــف أنكرها
         و الذكريـــات أمــــــــامي كيف تنكرني
وبين جنبَيَّ طـــــــــفلٌ لا دليل  له
         مهاجر ضــــــــــاع مني حين ضيعني
شيعت آخــــــر احلامي اليك فما
        وجدت فــــي غدك الداعي سوى كفني

عائدٌ من وادي الذئاب



وتضحكني
كلاب الحي
تنبح في الدجى القمرا

وأضحك
من أبي جهل الهلالي
كلما حَضَرا

وممن كان في نظري
سماءً فاستحال ثرى

وأضحك من وجوه القوم
ترهقها الحكاياتُ

ويضحكني
رجالٌ لا خلاق لهم
يجيدون النباح لكي نراهم
غير أنا لا نرى أثرا

وأضحك
من بياض الثلج
حين تعملق الأقزام
حين تطاولوا خُبثاً
فظنوا أنهم بشراً
وكنت أظنهم بشرا

"أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكني   
           دعواهم  أنّهم  أصحاب  أفكار "

ياأُنْسَ أيامــــي التي ذهبت


يـا وعْدُ رغمَ ضلالِ دعوانا
       مــــــــا بيننا باقٍ كمــا كانا
وحــدي سأحمل وزر ليلتنا

        وحــــدي سأحملها خطايانا
نامــــــي وخليني لمشنقتي

        للريـــــح للأوهــــام قربانا
هي ليلة مــــــا كان أتعسنا

         فيـــــــها و أفقرنا و أغنانا
فليفرحوا ، مـا عاد يجمعُنا

         حرفٌ، ولا يصغي لنجوانا
كنا هــــــنا والصدق ثالثنا

         كانت هنا أحلـــــى حكايانا
كنا نخـــوض الليل ملحمةً

         حتى يكــــاد الصبحُ ينسانا
ياأُنْسَ أيامــــي التي ذهبت

         فكأنه بالأمس مــــــــا كانا
أوراق عمري كيف أقرأها

         إن لــــم تكوني فيه عنوانا

أطاعني العاصيان الدمـــــعُ والسهرُ


أطاعني العاصيان الدمـــــعُ والسهرُ
         وملّني المؤنسان الشعــــــــرُ والقمرُ
و الباقيان معــــــــــي جرحٌ و أمنيةٌ
         والهالكان عليك السمــــــــع والبصرُ
يــــــا بؤسَ أمنيةٍ عمياءَ مــــا وُلِدتْ
        علـــــــى ذراعيكِ إلا وهــــي تحتضرُ
أين العهـــــــــــودُ التي كنا نعوذُ بها
         ألا تُفرِّقنا الدنــــــــــــــــيا ولا البشرُ
هل يذكرُ اللهوُ يوم الطين من عُمُري
         أم تذكرُ السندبادَ الريـــــــحُ و السَّفرُ

أم تذكرين بقروى حـــــين ألبسني
           ثوبَ الجنـونِ إليكِ الموعـدُ الخَطِرُ

أم تذكرين زمـــانَ الوصلِ حين غفا
         عنَّا الزمــــانُ و أغضى دوننا القدرُ
أم تذكريــــــــن وراءَ الليلِ يا قلقي
           ما قالت الكأسُ أو مــــا رتَّلَ الوَترُ
نقيةَ الروح هـــل أهديكِ ذاكرتي؟
           فلا تعــــــودُ بها الأحلام و الفِكَرُ
فاليومَ بعدكِ لا حلــــــــــمٌ أُرتِّبُهُ
         ولا نديــــمٌ ولا خمـــرٌ ولا سَمَرُ

بأي عذرٍ إلــــــــــى عينيكِ أعتذرُ
         أليس يكفيكِ عــــــــذراً أنني بشرُ
أليس يكفيكِ مــــن ذلي ومسكَنَتي
         أنـــــــي أُقــرُّ بذنبٍ مــــــا له أثرُ
تعبتُ أبكيكِ لا الأنهارُ تسعــفــني
        و لا يرقُّ لجفنــي بعـــــدكِ المطرُ
أناالذي كنت أسقي الحقل ياعطشي
           فكيــف يمنع منــي ظلَّه الشجرُ ؟

أأقـــول أنتِ صديقتـــي ورفيقتي ؟؟

 

صـــوفية الكلمات  مـــا  أقساكِ 

              لِمَ تنكريــن صـبابتـي وهــــواكِ ؟! 

أأقـــول أنتِ صديقتـــي ورفيقتي

               كذباً ، و أنت  حبيبتي  و ملاكي ؟!

لـم ترحمي ضعفي وقسوة رحلتي

              و لهاث أعصــابي  وراء  خطاكِ

مابي؟ تحيط بي الشموس ولاأرى

              فجــراً ســــــواكِ و مَشرِقـاً إلاكِ

فتّٓشتُ عنكِ  الليــل كـــلَّ  نُجيمةٍ 

              وسألتُ فــــي كبدِ السماءِ أخاكِ

لِمَ تنبتُ الاســــوارُ دونك؟ كلما

             قــادتني الأشــواقُ نحــوَ حماكِ

حسبي وحسبُكِ والعيونُ كثيرةٌ

            أنْ تعرفي الباكي من المتباكي..!

نخلة ..!






صَدِيقَةَ الْحَرْفِ كُفِّي عَـــــــنْ مَلاَمَاتِي

           لَنْ تَرْفَعِي مَنْ ضِفَافِ الْحُزْنِ مَرسَاتي

رُدِّي عليّ الَّذِي ضيعتُ مِـــــنْ عُمُرِي

           أَوْ اُتْرُكِينِي عَلَـــــــــــى أَبْوَابِ مولاتي

إِنَّي أُعِيذُكِ أَنْ تُغريــــــــــــــــكِ قَافِيَةٌ

           أَوْدَعْتُ فِيـــــــــــهَا وَراءَ اللَّيْلِ خيباتي

قَلَّدْتُهَا نخلةً فِـــــي الشّرقِ مَا نَبَتَتْ

           إلا عَلَى مَـــــــــــاءِ ذُلِّي وَاِنْكِسارَاتِي

وَافَيْتُهَا وَجُنُونُ الشــــــــوقِ مُعْجِزَتِي

           حَرْفًا أُرِيقُ لَهُ دَمْـــــــــــــعَ اِبْتِهَالَاتِي

وَهَبْتُهَا كُــــــــــــــــلَّ تَارِيخِي لِتَكْتُبَهُ

           كَمَا تَشَاءُ فَغَضَّتْ مِــــــــنْ بُطُولاتي

وَرُحْتُ أَتْلُو عَلَيـــــــــهَا حُزْنَ قافيتي

           وَمَا تَيَسَّرَ مِـــــــــــنْ صَبِرِي وآهاتي

ياسادنَ الْجُرْحِ هَـــلْ مازلتَ تُنْكِرُنِي

           و فِي حُروفِكَ بَعْضٌ مِـــــنْ كراماتي

يَامَنْ دَسَسْتِ صُواعَ الشَّوْقِ فِي لُغْتِي

           إِنَّي هُنَا قَابِعٌ فِــــــــي بِئْرِ مأساتي

عُودِيَ إليَّ أَعِيدِي رَسْــــمَ خارطتي

           فَأَنْتِ كُــــــــــــلُّ جِهَاتي و اتِّجَاهَاتي

مَاذَا أَقولُ لِقَلْبِي حِيـــــــــنَ يَسْأَلُنِي

           عَنْ لَيْلِكِ الصَّحْوِ أَوْ عَنْ صُبْحكِ الشَّاتِي

خُــــــذِي وَثَائِقَ لَيْلِي وَاقْرَئِي قَلَقي

           و لَهفــــتي و انْتِظاري و احْتِضَارَاتي

لولاكِ مــــــا كنتُ صُوفِيَّ الْهَوَى أَبَدًا

           وَلَا توسمتُ فِــــــي عينيكِ مِيقَاتِي


لمن أغردُ إن لـــــــــم تقرئي أدبي

 

في نبض حرفك مــــــا يدعو لإدماني

              و في حضـــــوركِ أفراحي و أشجاني

سخيةَ الحرف ، مــا كانت معاتَبتي

              إلا لأنك فـــــــــــــــــي قلبي ووجداني

و مـــــا عليك - و ذنبي لستُ أذكرهُ -

              أن تغفــري زلـــةَ المستغفـــر الجاني

لوكنت أعلم مــــــــا جاءتْـكِ لائمتي

               ولا أبحْتُكِ إســـــــــــراري وإعلاني

رعيتُ حـــــبك أحـــــلاماً أداعبُها

              حتى استباحت ذئاب اليأس قُطعاني

مــــا حيلتي وأحــب الناس يبعدني

            ظلماً و أقربُ مــــــن أدنيتُ أقصاني

تركتِني لظنـــــــــــــونٍ لا ترفَّقُ بي

           أعوذ بالله مــــــــــن ظني وشيطاني

مــاذا أقــــــول لكـي ترضيك قافيتي

            مــاذا أقــــــول لكي تغريك ألحاني

أنتِ التي ألهمتني كــــــــل شاردةٍ

           حتى تجاوزتُ بالتغريـــــــد أقراني

كم ألبَستْكِ حــــــروفي حين أرسلُها

           نفائساً مُزجتْ مــــــن دمع أجفاني

أنا الذي شغل الدنــــــــيا بأحرفهِ

          نثراً و تخشى طغاة الشـعر طغياني

لمن أغردُ إن لـــــــــم تقرئي أدبي

         لمن ستخضرُّ أوراقــــــي وأغصاني



في مثل هذا اليوم يصبح كلُّ شيءٍ ممكنا




كوني هنا
ستمرُّ قافلةٌ لنا
في مثل هذا اليوم تأتي بالغمامِ ملوَّنا
كوني هنا
في مثل هذا اليوم
يصبح كلُّ شيءٍ ممكنا
 

كوني هنا
ثم اسقني الذكرى
لأسكرَ  في حضورك مؤمنا
أنا لن أهاب الناظرين
ولن أخاف الألسُنا
هذا الوجود حقيقةٌ لا أنت فيه ولا أنا

لا تمسحي من أدمعي 
شرفٌ لدمعي أن يظل على بكائك مدمنا


كوني هنا
كي استعيد طفولتي
كي أسترد رجولتي
شرعيتي
حقي بأن أحيا على هذي الدُّنا 


كوني هنا
لا تسأليني من أنا
أو تعجبي لو أنني يوماً سألتُكِ : من أنا
أنا لستُ أذكرُ غير أني كنتُ في يومٍ هنا
في  راحتَيَّ  زجاجتان ،
و باقتان مـــن المنى
والليل يرقص حولنا
هل كنتِ إلا موطناً ، ففقدتُ فيك الموطنا  


كوني هنا
في مثل هذا اليوم 

يصبح كلُّ شيءٍ ممكنا 

إنــــي أكذبُ فيكِ السمع و البصرا



لا تغضبي منه ، ثار الجرح فانفجرا
وكم تصبر كـــــــــــي يبقيه مستترا
في ليلة الامس ، شيءٌ من حماقته
فـــــــلا تردِّيهِ لمــــا جـــاء معتذرا
و هكــذا الرجل الشرقيُّ ، غَيْرتُهُ
تستنفـر النـــــار أوتستنزل القدرا
إن يسـألوك لماذا ثرتُ منزعجاً
قولي لهم : جُنّ أو قولي لهم سَكِرا
يا من تـصدق بي ما قيل من كذبٍ
إنــــي أكذبُ فيكِ السمع و البصرا
إن تنكريني و هذا الليل يُنشدني
لن تنكري اللحنَ و القيثارَ و الوترَا
أو تنكريني و نار الوجد تلفحُني
لن تنكري النار وا لاعصار والمطرا







إهداء إلى صوفية الكلمات






إنْ شِئْتِ فَاِقْتَرِبِي وان شِئْتِ اُبْعُدِي
           
وَتَبَلَّدِي   مَـا    شِئْتُ   أَنْ  تَتَبَلَّدِي
 
لَمْ يَبْقَ عندِي مَا أَقُولُ سِوَى  الَّذِي
           
تَهْذِي  بِهِ   عَيْنِي  فَتَمْسَحَهُ   يَدَي
 
مَــا  قِيمَةُ  الدُّنْيا  إِذَا  لَمْ  نَرْتَشِفْ
           
خَمْرَ  الْهَــوَى فِي رُكْنِ ذَاكَ الْمَعْبَدِ
 
لَا تَغْضَبِي أَنْ  كُنْتُ  شَرْقِيَّ الْهَوَى
           
أَوْ  تَسْتَفِـــزُّكِ   غَيْرَتي  وَ تَرَدُّدِيِ
 
أَنْتِ  الَّتِــي  قَرَأَتْ  بِكَفِّي  سِيرَتي               
            وَ  رَوَيْتِ  لِي   مِمَّا  يُخَبِّئُهُ  غَدِي
 
وَرَسَمْتِ   لِي   دَرْبًا  إِلَيكِ  مُعَبَّدًا
           
هَلْ كُنْتُ لَوْلَا  مَا  رَسَمْتِ لِأَهْتَدِي
 
أَنْتَ  الَّتِي  أوهمتني  ببطــــولتي
            
حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى الْجَحِيمِ بِمُفْرَدِي
 
وَ تَرَكْتِ  لِي  مِــنْ  بَعُدِ  هَذَا كَلَّهُ
          
قَلْباً تَرُوحُ  بِــهِ  الهمومُ  و تغتدي
 
صُوفِيَّةَ  الْكَلِــــمَاتِ :  لَا  تَتَرَدَّدِي
         
إنْ شِئْتِ فَاِقْتَرِبِي وَإِنْ شِئْتِ اُبْعُدِي
 
مِنْ غَيْرُ حُبِّكِ أَوْقَدَ الْحُلْمَ الَّذِي
          
لَمْ يُبْقَ مِنْه سِوَى الرَّمادِ بِمَوْقِدِيِ